السبت، 16 ديسمبر 2017

الحي الجامعي السويسي: بنايات و غرف جاهزة، من يسكنها؟

يعرف الحي الجامعي السويسي الأول بالرباط تزايدا في عدد الطلبة المقيمين به مع حلول كل سنة جامعية جديدة، و تعد السنة الجامعية 2017/2018 الأكثر توافدا للطلاب من مختلف المدن بالمغرب حسب ما جاء على لسان أحد المشرفين على الحي. و لا يخلو هذا المكان المعد لاستقبال الطلبة القادمين من مدن بعيدة من المشاكل أبرزها الطاقة الاستعابية للغرف نظرا للعدد الهائل من الطلبة الذين يتوافدون عليه كل سنة.

أحد البنايات المشيدة بالحي الجامعي السويسي 1
و لحل هذه الأزمة، أطلق المكتب الوطني للأعمال الجامعية، الاجتماعية و الثقافية الذي تناط به مهمة توفير الخدمات التي تقدم لفائدة الطلبة في نطاق الحياة الجامعية بمختلف مدن المملكة، عدة مشاريع لإنجاز بنايات جديدة داخل الأحياء الجامعية بالرباط كانت جاهزة في سنة 2015. إلا أن الاستغلال الفعلي لهذه البنايات يبقى إلى اليوم محط تساؤل. فالغرف و كل وسائل العيش الأخرى كالماء و الكهرباء و الأفرشة متوفرة بهذه البنايات و لكنها لا تزال مغلقة في وجه الطلبة، و هو الشئ الذي يزيد من حدة أزمة السكن للطلبة.




كما أن الحلول تختلف من طالب إلى آخر، فهناك من يفضل اكتراء غرفة بمنزل في "القامرة" و هو حي شعبي بالعاصمة الرباط، حيث تتراوح أثمنة الغرف من 700 إلى 1000 درهم في الشهر، و هناك من يكتري غرف داخل الحي الجامعي من أشخاص "يضعون أيديهم عليها بطريقة غير قانونية" حسب شهادات الطلبة. و تتراوح الأثمنة بين 200 إلى 400 في الشهر للسرير الواحد.

ظاهرة أخرى انتشرت مؤخرا بالأحياء الجامعية و هي سكن طلبة "غير قانونيين"، أي أنهم لا يحق لهم السكن داخل الحي الجامعي و لكنهم يتخذونه مأوى لهم بمساعدة أصدقائهم القاطنين. فمثلا الطاقة الاستيعابية لبعض الغرف هي 4 أشخاص و لكن يقطنها خمس أو ستة أشخاص نصفهم "غير قانوني". و هو الشئ الذي ينجم عنه تفاقم الأزمة و ذلك لاستغلال الغرف و بطاقات السكن من طرف أشخاص لا يستحقونها.

يقول "محسن" و هو طالب قاطن بالحي الجامعي السويسي 1 لمدة 4 سنوات أن البنايات المشيدة بالحي كانت جاهزة لأزيد من سنتين و لكن دون إيواء للطلبة، و يربط هذا المشكل بالظواهر التي تم ذكرها سابقا.
"البنايات جاهزة، نحن ننتظر فقط موافقة المكتب الوطني للأعمال الجامعية" هو الجواب الوحيد الذي تقدمه إدارة الحي كلما طرح التساؤل، حسب ما قال "محسن". "إنه تبعا للسياسة الممنهجة من قبل الدولة، و طرح التساؤل حول مجانية التعليم مستقبلا و حول إن كانت الدولة قادرة على توفير ظروف العيش للطلبة من مأوى و إطعام و تغطية صحية و منح.. تبقى الدولة عاجزة أمام هذا التزايد في عدد الطلبة كل سنة." و يضيف محسن "في حالة فتح أبواب هذه البنايات الجديدة في وجه الطلبة، هذا يعني أن الدولة ستقف عاجزة أكثر أمامهم" و يؤكد على ذلك مشيرا بالأوضاع داخل الحي و أن الطلبة هم أصحاب القرار الأول و الأخير خصوصا الطلبة القادمين من جنوب المملكة.

و عند طرح السؤال على المشرفين على الحي، تبقى كلمة "لا نعلم" هي الإجابة الوحيدة. كما أن الحصول على معلومات حول جاهزية البنايات و سبب إغلاقها في وجه الطلبة من قبل إدارة الحي أو المكتب الوطني للأعمال الجامعية الواقع بحي أكدال بالرباط، يبقى شيئا شبه مستحيل.

تجدر الإشارة أن الحي الجامعي مولاي إسماعيل بالرباط يعرف هو الآخر نفس المشاكل أبرزها غلق أبواب البناية المشيدة مؤخرا في وجه الطلبة، دون ذكر الأسباب أو الحيثيات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق